Thursday, July 17, 2008

التواثق والتعاهد لايقاف نزيف الدم في السودان



التواثق والتعاهد لايقاف نزيف الدم في السودان
2008-07-16 العدد 283 التاريخ

الابيض: علي داؤود

وسط جو خريفي مبشر ووسط حفاوة أهل كرفان (الغرة ام خيراً جوة وبرة) وفي ميدان البستان بالابيض اثمرت شجرة السلام والامان التي تم غرسها وسقايتها ورعايتها طيلة شهرين من قبل شباب امنوا بحق الانسان في الحياة وبحرمة دم ومال وعرض المسلم الا بالحق شباب ما فتئ يعمل على تطبيق مفاهيم الدين في الحياة ورغم الصعوبات ما وهنوا ولا لانوا ليحققوا كسبهم الذي سعوا اليه الا وهو التواثق والتعاهد بين قبائل كردفان التي اطلت عليهم ظلال الاحتراب والتخندق وراء القبلية والعشيرة والبطون من اجل منافع دنيوية لا تسمن ولا تغني يوم يفر المرء من اخيه وامه وبنيه.
ورغم استعار النعرات والعصبيات القبلية إلا ان شباب حزب التحرير استطاعوا ان يحققوا مكاسب لأهل كردفان حتى لا تلحق بدارفور التي أصبحت سيرتها على كل لسان ومصدر قلق وتدخل من قبل القوات الدولية ليصل الامر الى اصدار امر توقيف لرئيس الجمهورية من قبل المحكمة الدولية بدعاوي الابادة الجماعية لاهل دارفور التي تشتعل الحرب فيها منذ اعوام. وجاء المؤتمر الجامع للتواثق على اساس العقيدة في وقت احوج ما يكون فيه اهل السودان للتوحد ونبذ العصبيات والجهويات خاصة أهل كردفان الذين يجمعهم الاسلام لذلك جاء مؤتمر الخلافة الذي يقيمه حزب التحرير ولاية السودان في رجب من كل عام جاء المؤتمر هذه المرة تحت شعار (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) وسط حضور آلاف المواطنين تقدمهم رهط من الامراء والعمد ومشايخ قبائل كردفان وشيوخ الطرق الصوفية بولايتي شمال وجنوب كردفان وجمع من أهل السياسة وحكومة الولاية ممثلة في وزير الشؤون الاجتماعية مبارك حامد فضل الله والاف من أهل الولاية وحضور لافت للمرأة الكردفانية.
رابطة الاخوة الاسلامية الناطق الرسمي لحزب التحرير ولاية السودان ابراهيم عثمان (ابو خليل) تلى على الحضور العهد والميثاق الذي وقع عليه كل امراء وعمد ومشايخ قبائل شمال وجنوب كردفان وقد جاء في الميثاق أن عقيدة الاسلام (لا إله إلا الله محمد رسول الله) هي رايتنا وهي قاعدتنا التي ننطلق منها في كل شؤون حياتنا فلا نفعل فعلاً ولا نحدث امراً الا على اساس العقيدة الاسلامية وبعد معرفة الحلال والحرام.
وان رابطة الاخوة الاسلامية هي الرابطة التي لا تعلو عليها رابطة وانه لا يجوز لاية جهة ان تطبق غير احكام الاسلام أو أن تحول دون تطبيق حكم من احكام الله، على أساس الجهة أو القبيلة او غيرها، وما كان من تنازع أو اختلاف فحكمه الى الله، وأن الارض لله استخلف فيها الانسان اما المسلم فيمتلك هذه الارض للزراعة تملكاً فردياً بالاسباب الشرعية التي حددها الاسلام، ولا يجوز لمسلم أن يمنع اخاه المسلم على أساس القبيلة أو الجهة أو غيرها من تملك الارض، وأن المراعي والغابات والأحراش ملكيات عامة ينتفع بها جميع الناس وللرعاة الحق في وجود مسارات لانعامهم كما للمزارعين الحق في أن لا تعتدي بهائم الرعاة على مزارعهم والا ضمن الرعاة ما أتلفوه وأن القبيلة جعلها الله سبحانه وتعالى للتعارف لا للتفاضل والتفاخر، فلا نخرجها من هذه الدائرة الى دائرة التباغض والتناحر والتقاتل بين الناس، وأن كل فرد من افراد أي قبيلة اعتدى عليه في نفسه أو ماله أو زرعه، لا يوصف هذا الاعتداء على أنه جناية على القبلية إنما هو اعتداء على فرد ويحل في هذا الاطار بتنفيذ حكم الله على الجاني فقط دون سواه وكل من اعتدى على نفس او مال أو زرع تكون جنايته فردية، يتحمل هو مسؤوليتها، وليست جناية تتحمل القبيلة وزرها وتحل بالثار منها وأن كل من قتل نفساً يتحمل عظيم فعله وأمره الى اولياء الدم لهم الحق في القصاص أو الدية أو العفو، كما أمر الله، ومبدأ الاسلام العظيم عند تطبيقه من خلال دولته دولة الخلافة هو وحده الذي يستطيع أن يصهر القبائل والاعراق والاجناس المختلفة المتناحرة والمتباغضة، في أمة واحدة متجانسة متآلفة متحابة هي الأمة الاسلامية كما صهرها من قبل.
الوحدة ضد الاستهداف
عوض الشيخ محمد عضو لجنة الاتصالات حزب التحرير قال إن وحدة المسلمين مطلوبة وجعلنا تلك الآيات شعاراً لمؤتمرنا الجامع لتأليف القلوب بالاسلام ورفض دعوة الجاهلية من ديمقراطيات والحاد وثقافة الفسق والفجور مشيراً الى أن الاسلام اخرج العرب من الظلمات الى النور ومن ضيق الدنيا الى سعة الدنيا والآخرة ومن جور الاديان الى عدل الاسلام وقال لا للتخندق حول القبيلة واضاف إن بلادنا مستهدفة من قبل الكفار الذين ان دخلوا فيها فلن يفرقوا بين قبيلة أو اخرى او حزب وآخر مؤكداً ان العدو لا يدخل بلاد المسلمين الا من خلال ثغرة الاختلاف وهو ما يجب ان يدركه المسلمون.
أشواق المسلمين
مبارك حامد فضل الله وزير الشؤون الاجتماعية بشمال كردفان أشاد بالمؤتمر وقال إن الحديث جاء جامعاً من قبل جماعة اسلامية لديها اهداف وخطط وبرامج مستقبلية مشيراً الى أن الوحدة بين المسلمين بمختلف فئاته مطلوبة لان في القوة والمنعة اسباب الاستقرار والمستقبل مؤكداً أن الخلافة الاسلامية هي اشواق المسلمين والمسلمات،واضاف أن حكومة الولاية تسعى لأن تكون الوحدة الاسلامية هي التي تجمع الناس وتوحد كلمة المسلمين وأن وزارة الشؤون الاجتماعية تسعى من خلال اجهزتها المختلفة ان تمكن الدين في نفوس الناس لانه الدين الحق.
قبائل كرفان لبت النداء
وأجمع الأمير محمود المراد نيابة عن الامراء والعمدة ابو القاسم جاد الكريم نيابة عن العمد على أنهم لبوا الدعوة لحضور المؤتمر الجامع رغم أن التوقيت جاء في زمن صعب نسبة لانه موسم الزراعة وتحرك المواشي الا انهم جاءوا وتركوا كل شيء لان النداء كان للتواثق ووضع الايدي فوق بعض والالتزام باحكام الاسلام أن لجنة المؤتمر التوافقي استطاعت ايقاف الحرب بين القبائل والعشائر في دارفور واضافوا انهم كانوا ينادون بضرورة تطبيق مباديء الاسلام لانها تمنع التنافر والتناحر بين المسلمين قالوا لدينا علماء وفقهاء ولكن الجهل يضرب اطنابه في الولايتين لذلك يقتل المسلم اخاه المسلم جهلاً بحكم ذلك، واشار الى ضرورة وجود الدين في كافة مناحي الحياة مؤكدين أنهم سيحاربون كل من يبعد الدنيا على الحياة مهما كانت مكانته في السلطة. وأكدوا انهم جاءوا للتواثق والتعاهد بعد ان لمسوا مدى مصداقية الحزب في وقف الاحتراب في كردفان.
الطرق الصوفية والحركة الاسلامية في خندق واحد وأشاد ممثلو الاحزاب والتنظيمات السياسية ومشائخ الطرق الصوفية بولايتي شمال وجنوب كردفان بمبادرة التواثق والتعاهد التي ابرمها الامراء والعمد والشيوخ التي سعت لايقاف نزيف الدم في كردفان وذكر ممثل المؤتمر الشعبي أن بعض الاحزاب سعت من أجل تأجيج نيران الفتنة بين قبائل كردفان فيما نادي ممثل حزب البعث بضرورة التوحد بين المسلمين من أجل صد الهجمات الاستعمارية مندداً بمحاولة اصدار مذكرة توقيف بحق رئيس الجمهورية وطالب بالتخندق في خندق الاخوة الاسلامية ورفض التعصب والمذهبية الدينية والعمل بسماحة الاسلام الشيخ محمد البرعي قال إن الايمان الذي يساوي جناح بعوضة لا توجد لدى كثير من المسلمين اليوم مستنكراً اللجوء الى الكفار باعتبار أن من رضي بالكفر فهو كافر ومن رضى بغير الاسلام فهو كافر، ممثل الامةالاصلاح والتجديد قال إن الامة الاسلامية تحتاج تضامنا وترابطا لأن الهجمة عليها كبيرة وطالب بتجاوز الصغائر والفروع والتمسك بكتاب الله وسنة رسوله التجاني عبد الوهاب الامين العام لحزب العدالة وصف ما يعيشه المسلمون بالمحنة وقال إن المسلمين يعيشون في محنة ظلم المسلم لاخيه المسلم داعياً الى ضرورة معرفة اسباب الظلم والتخلف الذي يعيشه المسلمون مشيراً الى أن الحكومات العربية والاسلامية هي سبب الجهل والتخلف والتفرقة الذي يعيشه المسلمون.ويأمل الجميع أن يكون مؤتمر التواثق والتعاهد على اساس العقيدة الاسلامية بداية النهاية لحرب بدأت شرارتها تأكل الاخضر واليابس في كردفان.

No comments: