Thursday, October 16, 2008

رحم الله الشيخ البشتي رحمة واسعة و تقبله شهيدا

رحم الله الشيخ البشتي رحمة واسعة و تقبله شهيدا
صورة للشيخ محمد البشتي - رحمه الله - اثناء التحقيقكان -رحمه الله – يصدع بالحق ولا يخشي في الله لومة لائم ..قبض عليه زبانية الطاغوت القذافي سنة 1980 ، ومنذ ذلك التاريخ لم يعرف له مكان ..والآن وبعد 28 سنة أعلنت حكومة المجرم القذافي أن الشيخ قتل برصاص زبانية الطاغوت سنة 1986 أي منذ 22 سنة ، فرحمه الله رحمة واسعة ، ونسأل الله أن يكون شيخنا ممن قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم :(( سيد الشهداء حمزة بن عبدالمطلب –رضي الله عنه – ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله)).يقول عنه د. فتحي الفاضليلقد وقف الشيخ محمد البشتي في وجه القذافي مدافعاُ عن السنة النبوية الشريفة جهاراً نهاراًً بصورة فيها من القوة والصراحة ما لم تعهده ليبيا في ظل نظام القذافي ، حتى ارتبط اسم هذا الشيخ بفتنة إنكار السنة في ليبيا تماماً كما ارتبط اسم الإمام أحمد ابن حنبل رضي الله عنه بفتنة خلق القرآن.يقول الشيخ الجليل عن هذه المحنة : إننا نعيش الآن فتنة إنكار السنة التي هي أخطر من فتنة خلق القرآن، وكان يوجد يومها علماء أعلام عاملون مجاهدون تصدوا للفتنة ومثيريها فبينوا الزيف وردوا على الضلال، أما اليوم فأين الرجال؟؟..لم تخفه جحافل المخبرين والمتلصصين الذين يجلسون في الصفوف الأمامية في مسجده، فكان – رحمه الله- يعلم أن العديد من رجال الأمن وأعضاء المخابرات لا تفوتهم خطبة من خطبه ولا حلقة من حلقاته ، وكان برغم ذلك يدعو وبحضورهم إلى مواجهة النظام والتصدي له .وكان لا يزيده حضورهم إلا إصراراً على قول الحق ، فكان يردد من على منبره واثناء خطبه أنني أعلم أنكم معنا تستمعون الآن إلى ما أقول ، فأرجو كتابة ذلك عني: إن السنة تعتبر أصل من أصول التشريع وإن منكرها كافر وإنني لا أخافكم ولا أهابكم ، ولا أخشى في الله لومة لائم ، وإنني أتحداكم من على هذا المنبر جميعكم وبدون استثناء.ودأب الشيخ الجليل على معارضة قرارات السلطة التي خالفت الإسلام وتعاليمه، وخالفت السنة النبوية الشريفة، في مختلف المجالات. كما دأب الشيخ على تحذير الناس من مغبة هذه القرارات، وخطورة هذا الكلام ، داعياً الناس إلى التمسك بسنة الرسول الكريم وأحاديثه الشريفة ، وداعياً إلى إستنكار ومقاومة ونبذ الآراء الشاذة التي ابتدعها القذافي عن السنة الشريفة.حدث ذلك بينما كانت السلطة مثمثلة في أجهزة النظام من إعلام ولجان ثورية وأمن ومخابرات ، تشن أكبر حملة تضليل ضد السنة النبوية بصفة خاصة وضد الإسلام بصفة عامة ، وقد شملت تلك الحملة ما تيسر من سخرية وإنكار وتهكم وتكذيب وهجوم واستهزاء، بالكلمة والصورة والرسم الساخر والنكتة السمجة المملة الوقحة التي لا تخدم إلا أعداءهذا الدين الحنيف...فكان هذا الجبل الأشم على رأس من تصدوا لهذه الحملة الخبيثة ..جانب آخر في حياة هذا الشيخ الفاضل لا يمكن أن نمر عليه بسهولة ، وهو أن القوة والجراءة وعزة النفس التي تميز بها الشيخ البشتي تميز بها تلاميذه أيضا، فمواقف تلاميذه وصمودهم وإيمانهم هي صورة طبق الأصل من مواقف وصمود وجراءة وتصميم وإيمان وقوة شيخهم.ومن تلاميذه: الشهيد – نحسبه كذلك - لطفي امقيق، الذي أصر على أن السنة النبوية الشريفة، مصدر من مصادر التشريع ، وإن منكرها كافر، وكان يردد ذلك وهو معلق من يديه في الهواء اثناء التعذيب، وكانوا كلما واصلوا التعذيب كلما ردد وبدون توقف ما يؤمن به من عقائد.ومن تلاميذه ايضاً: الشهيد – نحسبه كذلك - محمد رشيد كعبار، الذي أعتقل لنفس التهم (الدفاع عن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم) وبقى في السجن لمدة اربع سنوات، ساوموه من أجل أن يتنازل عن مبادئه مقابل إطلاق سراحه، لكنه لم يتنازل رغم العذاب والتعذيب.. لم يتنازل حتى بعد أن هُدد بالشنق والقتل والذبح والسلخ ، وشنق فعلاً في حرم الجامعة لأنه حمل فكراً يختلف عن فكر القذافي ..لقد كان الشيخ محمد عبد السلام البشتي إذاً رجل الساعة.. ورمز المرحلة.فهنيئاً لشيخنا الفاضل.. وهنيئاً لتلاميذه.. فالرجال مواقف.. والعلماء مواقف.. وإنك يا شيخنا قد أحييت بكلماتك وبمواقفك أمة كاملة.. وقد أعدت صولة أحمد ابن حنبل.. ولا أقول إلا كما قيل فيك من قبل: لن تُخذل أمة أنت ابن من أبنائها.. وهنيئا لهذه الأمة .. بمثل أولئك الأسود .رحم الله الشيخ البشتي رحمة واسعة ..

No comments: