Wednesday, October 29, 2008

إعلانات عن الإسلام تغزو أكبر مدن أمريكا

بدأت حافلات النقل العام في مدينة شيكاغو وعربات مترو الأنفاق في مدينتي سياتل ونيويورك في التزين بملصقات إعلانية تعريفية بالإسلام. وذكرت صحيفة "شيكاغو تريبيون" الأمريكية اليوم السبت 18-10-2008 أن مجموعة إسلامية تطلق على نفسها اسم "أحصل على السلام" أنفقت نحو 30 ألف دولار لتعليق إعلانات على واجهات بعض الحافلات التابعة لهيئة النقل في مدينة شيكاغو والتي تخدم الجانب الشمالي من المدينة وأن الحملة انطلقت بالفعل الأسبوع الماضي.
وقالت الصحيفة الأمريكية إن هذه الخطوة تأتي كجزء من حملة تمتد نحو شهرين ونصف لمحو المفاهيم الخاطئة الشائعة عن الإسلام في أمريكا.
واعتبرت جماعة "أحصل على السلام" أن حملتها ناجحة، وقال "سبيل أحمد" مدير فرع الجماعة في منطقة شيكاغو: "خلال أسبوع واحد من بدء الحملة.. أسلم 8 أشخاص وتلقينا نحو 400 مكالمة هاتفية وحظي موقعنا على شبكة الإنترنت بنحو 75 ألف زيارة".
ومن بين هؤلاء الذين أسلموا بفضل الحملة شخص يدعى"موسيس روبنسون"؛ حيث شاهد أحد الإعلانات التي تحملها الحافلات واتصل بالرقم الموجود على الإعلان وقابل مسئولين في الجماعة ثم أشهر إسلامه. ونظرا لنجاح الحملة تقرر تمديدها 6 أسابيع إضافية لتصبح مدتها شهران ونصف بعدما كان مقررا أن تسمر لشهر واحد.
سياتل على الطريق :
وفي مدينة سياتل الأمريكية، ذكرت صحيفة "سياتل تايمز" أن"الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية" (إسنا) أطلقت خلال شهر سبتمبر الماضي حملة إعلانية مماثلة للتعريف بالإسلام.. لكنها على عربات مترو الأنفاق في المدينة، وتستمر هذه الحملة حتى شهر نوفمبر المقبل.وعُلقت الإعلانات على واجهات 6 من عربات مترو أنفاق سياتل وداخل 25 منها. وتبرع 10 من مسلمي المدينة بتكلفة الحملة التي بلغت 5 ألاف دولار تقريبا.
وقدمت الإعلانات في أشكال بسيطة؛ بحيث تنقسم اللوحة الإعلانية إلى قسمين بلونين مختلفين هما الأبيض والأسود ويوضع في أحد قسمي اللوحة سؤال حول أبرز القضايا التي صُورت بشكل خاطئ في عقول الأمريكيين وذلك في شكل مفاتيح رئيسة مثل: "الحجاب؟". وفي القسم الثاني توضع عبارة "تستحق أن تعرف" مع هواتف إسنا للمزيد من المعلومات. وترشد الحملة الناس إلى رقم هاتف مجاني وموقع على الانترنت ترعاه إسنا.
وأوضح"بلال عزيزي" وهو مطور برامج وواحد من بين 6 مسلمين ساعدوا في قيام الحملة أن الحملة الإعلانية في سياتل "تهدف إلى إثارة شغف الناس للحصول على معلومات حول الإسلام". وقال: "عادة ما نشعر كمسلمين بأن صوتنا مغيب". مضيفا أن "هذه الحملة مجرد وسيلة لإمداد المجتمع الأمريكي برافد من المعلومات حول الإسلام مصدره المسلمين أنفسهم".
من جانبها أشادت "مارلينا سوراكوسوماه" التي شاركت في تأسيس مجلة للمرأة المسلمة بفكرة الحملة الإعلانية وقالت إنها "جعلت الوصول إلى معلومات جاهزة وموثوق فيها عن الإسلام أمرا في غاية السهولة". كما أطلق فرع إسنا في نيويورك حملة مماثلة في شهر رمضان. ودفعت إسنا 48 ألف دولار لهيئة النقل المدني مقابل تعليق 3 إعلانات مختلفة في 100 عربة من عربات قطارات مترو أنفاق نيويورك البالغة 6 آلاف و 200 عربة.
وقد أثارت حملة نيويورك غضب "بيتر كينج" وهو عضو جمهوري من مجلس النواب الأمريكي. وقال في تصريحات صحفية لقناة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية: "هذه الحملة الإعلانية أمر مخجل للغاية لكل أمريكي.. لأنه سيتم إطلاقها خلال الذكرى السابعة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر". وحث كينج "هيئة النقل الحضري" على إلغاء هذه الحملة، زاعما أن "محطات مترو الأنفاق تعد هدفا رئيسا للإرهابيين".
من جانبها اعتبرت إسنا الاتجاه المعارض للحملة بأنه "نموذج مصغر" لما تريد الإعلانات أن تقوله للناس.
وقال "عظيم خان" المتحدث باسم إسنا: "أعتقد أن مثل هذه المعارضة تؤكد أهمية إطلاق حملتنا"، مضيفا أن المسلمين يجب أن "يكونوا أكثر تفاعلا بحيث يكرسون جهودهم لتعريف الآخرين بدينهم".
فعاليات عديدة :
من الجدير بالذكر أن هذه الحملات الإعلانية تأتي ضمن سلسلة فعاليات أطلقتها منظمات إسلامية في الولايات المتحدة لتصحيح الصورة المغلوطة عن الإسلام. وكان مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) قد نظم برنامجا تدريبيا لتنمية المهارات القيادية عند الطلاب المسلمين في سبتمبر 2007 في إطار حملة لمساعدتهم على الدفاع عن أنفسهم وتصحيح الصورة السلبية المنطبعة عن المسلمين في هذا البلد. وتضمن البرنامج ورش عمل تعلم الطلاب كيفية تنمية المشاريع الاجتماعية المبنية على القيم الإسلامية؛ حيث تم تشجيعهم على التطوع بالمستشفيات وبيوت التمريض والعمل على مساعدة اليتامى وعلى إنتاج أفلام وثائقية عن حياة المسلمين وتنمية برنامج مراسلات مع طلاب المدارس الأخرى للترويج لصورة إيجابية عن المسلمين.
ورغم عدم وجود إحصاء رسمي عن عدد مسلمي أمريكا، تذهب معظم التقديرات إلى أن عددهم يتراوح بين 6 و 7 ملايين مسلم من إجمالي عدد سكان البلاد البالغ حوالي 298 مليون نسمة. وقد استغلت جهات يمينية متطرفة هجمات الحادي عشر من سبتمبر2001، في نشر مفاهيم وصور نمطية مغلوطة عن الإسلام في مختلف وسائل الإعلام.
وأظهر استطلاع للرأي أجري عام 2007 بواسطة "منتدى بوي حول الدين والحياة العامة" أن 58 % من الأمريكيين يعرفون القليل أو لا يعرفون أي شيء عن الإسلام وهو رقم تحسن كثيرا منذ عام 2001.كما تزايدت بصورة كبيرة حوادث التمييز العنصري ضد المسلمين في هذا البلد، وذكر تقرير أجراه مجلس العلاقات الإسلامية - الأمريكية (كير)، وأصدرته في عام 2006 أن إجمالي شكاوى المسلمين من تعرضهم لممارسات تمييزية ارتفعت بمقدار 30% خلال عام 2005 مقارنة بعام 2004.

No comments: